القائمة الرئيسية

الصفحات

بيت لحم... الوداع المرير للأمّهات

 


بيت لحم... الوداع المرير للأمّهات

فلسطين أحلى- لعبد الله الشريف (25 عاماً سائق تاكسي من مخيم الدهيشة)، حكاية مع جائحة كورونا.

يقال إن ضربة على الرأس توجع فكيف بضربتين؟

اعتمد عبد الله على عقود مع الفنادق لتوصيل الزبائن. في ذلك اليوم البارد من آذار (مارس) الماضي تلقى اتصالاً من العاملين في فندق "انجل" بضرورة حضوره للفحص، فقد تبيّن بعد التحقيق الوبائي أنه أوصل عاملين مصابين. استعد والتقى والدته، لم يكن يعلم أنها ستكون المرة الأخيرة التي سيراها فيها.... بعد أيام من الحجر الصحي الاحترازي داخل الفندق الذي تحوّل مأوى لحجر المصابين والمخالطين، تلقى اتصالاً من شقيقه يخبره أن والدته توفيت جراء إصابتها بسكتة قلبية. يقول الشريف الذي كان يحبس دموعه، لـ"النهارالعربي" إنها كانت أصعب لحظات في حياته، لم يستطع أن يرى أمه أو أن يودعها الوداع الأخير قبل أن تغادر الحياة أو حتى أن يشارك في الصلاة عليها.

ولأن الظروف استثنائية فقد كانت مراسم الجنازة استثنائية، إذ اتخذت إجراءات وقائية مشددة في الفندق الذي عزل عما حوله ليسمح للجنازة بالمرور وللشريف بوداع جثمان والدته.

ولعل كثيرين لن ينسوا جهاد مسالمة الذي ابتكر طريقة ليتسلق المواسير بجانب غرفة والدته في الطبقة الثانية من المستشفى، وجلس لساعات على حافة النافذة من الخارج لمراقبتها وهي على سرير العلاج من كورونا، الى أن لفظت أنفاسها الأخيرة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات