القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية " ضالة بين إثنين " الفصل الخامس

 


لم يسمع بتوسلاتها بل إحتجزها فجأة بين الحائط و بينه فدخلت ريم مسرعتاً فشاهدت زوجها يحاول التعدى على "عبير"فترك رامي عبير مسرعاً عندما سمع أحداً ما دفع الباب فإستدار وإتسعت عيناه عندما شاهد بأن من قطعت عليه القيام من عمله الحقير هى زوجته
فضغط على اسنانه بقوة مزمجراً فركضت "عبير" مسرعتاً وإحتضنت ريم بقوة خائفة من رامي
قطبت ريم حابيها عابسة من تصرف عبير ولكن أحست ريم فى هذه اللحظة أن عبير لم تعلم شئ وأنها مظلومة مثلها تماماً فحاوطت بذراعيها عبير ثم تركت عبير ترتجف وذهبت أمام رامي
ثم نظرت بإشمئزاز إتجاه رامي
ومازال رامي غاضب و عيناه مشتعله كالنار وقال بغضب عارم :
-إنتِ إزاى
قطعته مسرعتاً بحدة بالغة
- أنا إستحملت إهناتك ليا وذلك فيا ،سكت علشان بحبك بجد ،إنتَ عمرك مفكرت تعاملني عدل أو كزوجة ،أنا كان ذنبي إيه إن أبوك جبرك على الزواج مني ذنبي إيه قولى ،كنت قولى أنا مجبور على الجوازة دي،كنت هرفض إنت جيت بعد ما حبيتك وإجوزتك ورتلى وشك الحقيقي ،كان ذنبي إيه ،قولى وف الأخر جبت واحدة البيت وقولت هتجوزها عليا وكل ده وانا ساكته بس متوصلش إنك تعتدى عليها عايز تجوزها إجوزها أنا خلاص أعصابي باظت ومشاعرى معدتش موجودة جالى برود من نحيتك
كانت تتحدث بمرارة وعتاب وقهرة بداخلها فكأن كان بداخلها بركاناً يشتعل من كل ما يفعله زوجها وأخيراً تجمعت قوتها لتواجهه
كانت عيناه تشتعل من حديثها الذي أزعجه
-إنتِ إزاى تكل
قاطعته مسرعتاً ، ثم تابعت في مرارة
-إنت َ مش راجل إنت ضعيف أوى
*****************************************************************************
كانت ليلى تجلس على المقعد الذى أمام غرفة والدها مازالت تبكي بمرارة وتتوسل لإلهه أن يتعافى والدها وإتسعت عيناها عندما شاهدت الممرضه تركض خارجة من غرفة والدها مسرعتاً إلى الطبيب وتقول بصوت مرتفع ومرتجف
-إلحق ي دكتور
إبتلعت "ليلى" ريقاها بصعوبة وإستدارت ونظرت إلى والدها من الزجاج فإتسعت عيناها عندما شاهدت لم يستطيع التنفس
أتى الطبيب مسرعاً قررت "ليلى"أن لن تترك والدها بمفردة وكادت أن تدخل الغرفة ولكن المرضة إعترضت ووقفت فى طريقها قالت ليلى يإصمام
-مش هسيبه لوحده
كانت تقول جملتها بأنفاس متلاحقة وبكاء مرير
-يا أنسه مينفعش خطر
************************************************************************
نزل "عمرو" ورأى والدته جالسه بمكانه كما تعود وألقي السلام ثم إنحني وقبل يديها قائلاً
-إزيك ي ست الكل
مسحت على شعره بحنان وقالت
-بخير ي حبيبي
ثم ترك يد والدته واتجه نظرة ناحية إبنة خالته وقال:
-نهى لو سمحتي عايز مامتى على إنفراد
إنزعجت "نهي" وأحست بلإحراج الشديد ولكن أخفت غضبه وقامت بدون أن تترك رداً عليه ورحلت
-ليه كده يا عمرو حرجتها ليه ؟
كانت والدته تحدثه بهدوء ومستفهمه
-محرجتهاش ولا حاجه واحد عايز أمه على إنفراد مفهاش حاجه
-ويا ترى عايز مامتك على إنفراد ليه
جلس بجانب والدته
-بصي يا ماما لو إنتِ مفكرة إن علشان عبير فقدت الذاكرة إن هتخلى عنها يبقي تفكيرك غلط مفكرانى إن مش عارف إنك اللي بعتي نهي على اوضتي لأ أنا عارف بلاش تحاولى تخلى نهي ترسم عليا وتحلم بيا وتبني أحلامه عليا لإن أنا ههدمهلها ، أنا عارف كويس إنك مش عايزة عبير ليا وعايزة نهي
ثم أتبع حديثه بتأكد :
- مستحيل واحد يجوز واحده أو يتخيلها زوجته وهو قال عليها قبل كده اختي
لازم تعرفى إن أنا وعبير روح واحدة وعبير لسه روحها مربوطة بروحى وجوايا ولما الروح بتطلع من الجسد بنموت وأنا مش عايز أموت أظن فهمتيني
أحست أن قلبها يشتعل ناراً من حديث إبنها حاولت أن تستجمع رداً ولكن قد وقف عقلها وتلعثم لسانها ولم تعرف ماذا تقول ثم صمتت ووضعت رأسها فى الأرض
أومأ "عمرو" رأسه متفاهماً أن والدته عجزت عن الرد ثم قام وألقي نظرة على والدته وذهب لعمله
*****************************************************************
خرج الطبيب من غرفة والد "ليلي" وعلامات القلق تغزو وجهه ثم قال بأسف
وحزن
-أنا أسف يا أنسه ليلى والدك إنتقل لرحمة ربنا
هزت"ليلي"رأسها بمرارة فى عدم تصديق و هي تنظر في توجس إلي"الطبيب"عليها أن تستفيق و أن تهرب من هذا الحلم المرعب الذي يهدد بضياع أبيها، فأغمضت عينيها بشدة علي أمل أن تكون نائمة حقا ، و لكنها أكيدة بإنها في كامل وعيها ففتحت عينيها و حدقت بـ"الطبيب" .. فإندفعت من مكانها ،وتجاوزت غرفة العناية فيما تجمدت وهى بموضعها عندما رأت والدها ممد فوق الفراش المعدني ذات الغطاء الأبيض
.. ثم سقطت على الأرض مخشي عليها
******************************************************************
إستيقظت"ريم" فتحت عينيها ببطء و دمعت عيناها و هي تتحسس الوسادة و هزت رأسها بقوة و هي تبتسم بمرارة سرعان ما تحولت إلي بكاء مرير بسبب إهانة كرامتها فهى قبل أن تنام تمنت بأن تموت ، أخفت وجهها بالوسادة التي أخذت تنشج بقوة متذكرة تفاصيل الليلة
عندما قالت له
- إنت َ مش راجل إنت ضعيف أوى
فغضب غضباً شديداً من جملتها وحملها بين ذراعيه
لم يرد ع جملتها التى أشعلته بل قرر أن يلقي عليها درس قاسي وأظن أن بهذه الطريقة سيثبت لها رجولته ،وعندما وصل لغرفه بمفردهم
وظل يسير حولها وينظر لجسدها وجسدها يرتجف من خوفها فهي تعلم أنه لم يتركها بسهوله وأن لن يسامحها على جملتها المزعجه
تجمدت"ريم"بمكانها ثم هزت رأسها بخوف قائلة:
-أنا أسفه ..أسفه ي رامي
ثم وقف أمامها
-أنا مش راجل...طيب أنا هعرفك أنا راجل ولا لأ
إتسعت عيناها عندما فهمت ماذا يقصد إبتلعت ريقها بصعوبه
دمعت عيناها ، ثم هزت رأسها ببطء رافضة
-أنا أسفه ...أرجوك بلاش المعامل دي ...أنا مش هسمحلك تعمل حاجه فيا
قاطعها بقوة ، ثم تابع بصوت قاسي و كأن الغضب يسحق الكلمات بين أسنانه:
-كل حاجه عايزها يا ريم هتم غصب عنك
قالت متوسله
-أنا أسفه ..أرجوك سامحني
و إبتلعت ريقها بصعوبة و برقت عيناها بدموع الخوف
صمت 10 ثوانِ وتراجع عم ما فكره وقرر أن يتبع إسلوباً أخر إبتسم ساخراً قائلا:
-وإنتِ فكرتى إن هقربلك ،أنا بكرهك وإللي بيكره حد مبيطقش حتي يبص فى وشه ،كفايه بس إن حسستك إنك ولا حاجه وإن ذليتك بشكل ده
ثم إستدار ورحل مسرعاً
أشعرها بالذل و الهوان لأول مرة تعرف"ريم"الشعور بالقهر و الإذلال فاقت من شرودها وإنتهت من تذكر أحداث الليله الماضيه وهي تبكي بمرارة
*********************************************************************
-أنا أسف يا عبير على اللي حصل مكنتش في وعي
عندما أحس بأنها بدأت أن تبتعد عنه فقرر أن يتبع هذا الإسلوب حتي تنخدع به وتصدقه
أومأت عبير رأسها بقبول أسفه
-بما إنك مكنت شفى وعيك خلاص مش زعلانه
رسم إبتسامة وقال مسرعا
-عبير تتجوزيني ؟!
يتبع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات