القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة القرد العجوز و السلحفاة المكارة

في يوم من الأيام، وفي أحد الغابات البعيدة حيث تعيش الحيوانات سعيدة بعيدة عن الإنسان. عاشت القرود بسعادة في مملكتها تأكل وتشرب وتستمتع بوقتها تحت رعاية ملكها القرد العجوز.

لأن دوام الحال من المحال، فما هي إلا أيام قليلة وقرر أحد القردة الشباب أن يعزل القرد العجوز من حكمه ليتولى مكانه.

لم يكتفي القرد الشاب بعزل القرد العجوز، وانما قام بطرده من المملة حتى يضمن عدم عودته للحكم مرة أخرى. ذهب القرد العجوز وحيداً وسط الغابة حتى وصل الى شجرة عالية بجانب النهر. فقرر ان يصعد ليستريح فوقها.

ظل القرد العجوز فوق الشجرة حزين حتى غط في نوم عميق. استيقظ القرد على اشعة الشمس التي تخللت الشجرة في اليوم التالي. أحس القرد بالجوع الشديد. بدأ يأكل ثمار الشجرة التي كان يجلس عليها، وكانت شجرة موز، وهي الاكلة المفضلة للقرود.

ظل القرد يأكل كثيراً حتى يشبع معدته الخاوية، و ينسى المه الذي سببه له القرد الشاب. في هذه الأثناء سقطت قطعة من الموز في النهر. فرح القرد العجوز كثيراً بصوت ارتطام الموزة بماء النهر، فقرر ان يسلي نفسه برمي الكثير والكثير من الموز في النهر.

فجأة ظهرت سلحفاة من النهر كبيرة، وبدأت تأكل في الموز وهي تعتقد أن القرد يفعل ذلك من أجلها، حتى تأكل مما يأكل. قررت السلحفاة أن تتعرف على القرد ليصبحوا أصدقاء.

فاقترب من الشجرة وهي تصيح: أيها القرد العجوز، كيف حالك؟ ان الموز لذيذ جداً.

رد القرد العجوز: انا لست بخير، وحكى لها ما جرى، وكيف انه أصبح وحيد بلا عائلة.

حزنت السلحفاة وأخبرته: ما رأيك أن نصبح أصدقاء؟

ابتسم القرد العجوز وحرك راسه بالموافقة، ومنذ ذلك اليوم صبح السلحفاة والقرد أصدقاء. وتعاهدها أن يظلا أوفياء لبعضهم البعض الى الابد.

مرت الأيام والصداقة ما بين القرد العجوز والسلحفاة تقوى. الا ان السلحفاة نسيت تماماً ان هناك عائلة تنتظرها. وفي أحد الأيام وهي تحكي مع القرد،

سألها القرد: هل تسألين عن عائلتك؟ لقد ذكرتي ان والدتك مريضة!

ردت السلحفاة: لقد نسيت تماماً!! ستقلق على عائلتي الآن. سأذهب لأراهم وأعود إليكم مرة أخرى.

ذهبت السلحفاة لترى عائلتها، ووجدت أن والدتها اشتد عليها المرض. قام والد السلحفاة باستدعاء الطبيب وبينما الطبيب يفحص السلحفاة الأم. أخبره السلحفاة الاب انه يريد ان يقوم بخطة يجعل السلحفاة تبتعد عن القرد.

اجابه الطبيب بأنه سيقوم بما يلزم وان عليه ان لا يقلق. خرج الطبيب.

سألته السلحفاة بسرعة: ما بها والدتي؟

أجاب الطبيب: ان قلب والدتك أصبح ضعيف، ونحتاج الى قلب قرد قوي حتى تعود الصحة مرة أخرى إليها.

 فكرت السلحفاة طويلاً في ماذا تفعل، ثم تذكرت صديقها القرد العجوز. حاولت السلحفاة ان تطرد تلك الفكرة من عقلها وأن تحاول الوصول الى حل اخر. ذهبت السلحفاة الى القرد العجوز تستشيره في ماذا تفعل.

وصلت السلحفاة الى الشجرة ونادت على القرد العجوز: يا صديقي، اين انت؟ أيها القرد العجوز، أين أنت؟

جاء القرد مسرعاً وهو يقول: مرحباً، كيف حالك وكيف حال عائلتك؟

نظرت اليه السلحفاة وهي تقول لنفسها هذا القرد حقاً عجوز وسيموت قريباً على أي حال، اما امي فهي صغيرة ونحن أطفال ونحتاج إليها، أنفذ خطتي.

ثم قالت للعجوز: انهم بخير وفي انتظارك، لقد حكيت لهم الكثير عنك.

شعر القرد العجوز بالسعادة بانه ستصبح له عائلة بديلة عن عائلته التي قامت بطرده. ذهب على ظهر السلحفاة المكاره ليقابل عائلتها. في أثناء ذلك لاحظ القرد العجوز الذكي علامات الحزن على وجه السلحفاة،.

سألها بخبث: ما بكي يا صديقتي؟ الم تقولي ان عائلتك بخير!

من شدة تفكير السلحفاة في حال والدتها لم تفكر كثيراً واجابت مسرعة: قلب امي ضعيف، ونحن بحاجة الى قلب قرد ليقوى قلبها.

فهم القرد العجوز الذكي خطة السلحفاة المكارة.

قال لها: أتعلمين يا صديقتي، نحن القردة نختلف عن باقي الحيوانات. فنحن لا نحمل قلوبنا معنا اذا ما خرجنا في رحلة طويلة، وانما نتركها في منازلنا.

فردت السلحفاة مسرعة: إذا أين قلبك؟ اهو عند الشجرة؟

أجاب القرد العجوز بالموافقة. واقترح على السلحفاة أن يذهب ليحضره حتى يكون مستعد اذا ما احتاجت إليه والدتها. عادت السلحفاة الى الشجرة وصعد اليها القرد العجوز.

مر الوقت ولم يعد العجوز، فصاحت السلحفاة: اين انت يا صديقي؟

لم يرد القرد العجوز في البداية، ثم ظهر وهو يقول: الآن أصبحت صديقك! لقد خنتي العهد الذي قطعناه سوياً على أن نظل أوفياء، لا نكون أصدقاء بعد اليوم.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات